الهيكل

لا يبقى ههنا حجر على حجر إلا يُنقَض

لكي نعلم ما معنى الكلام أعلاه يجِبُ علينا أن نَعرِف كيفَ إبتدأت القصة من أساسِها فلَقد إبتدأ تحديد مكان بِناءِ الهيكلِ عندما قالَ اللهُ لإبراهيم:

تك(22 - 2): قال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق وامضِ الى أرض مورية وأصعده مُحرقةََ على أحد الجبال الذي أُريكَ (3) فبكر إبراهيم من الغداة وأكفَ حمارهُ وأخذَ معه غلامين وإسحقَ ابنهُ وشققَ حطباََ لمحرقةِِ ومضى الى الموضع الذي أشارَ له اللهُ اليهِ (4) وفي اليوم الثالث رفعَ إبراهيمُ طرفهُ فأبصرَ الموضعَ من بعيدِِ (5) فقال لغلاميهِ امكثا أنتما ههنا مع الحمار وأنا والغلام نمضي الى هناك فنسجُدُ ونرجِعُ اليكما (6) وأخذ إبراهيمُ حطبَ المحرقةِ وجعلهُ على إسحق إبنهِ وأخذ بيده النارِ والسكين وذهبا كلاهما معاََ....(9) فلما أفضيا الى الموضع الذي أشارَ لهُ اللهُ اليه بنى إبراهيم هناك المذبح ونضد الحطب وأوثقَ إسحقَ ابنه والقاهُ على المذبح فوق الحطبِ (10) ومد إبراهيم يده فأخذ السكين ليذبح ابنهُ (11) فناداه ملاكُ الرب ..... (12) قال لا تمدد يدك الى الغلامِ ولا تفعلَ به شيئاََ فإني الان عرفتُ أنك متقِ لله فلم تذخرِ ابنك وحيدكَ عني (13) فرفع إبراهيم طرفه ونظر فإذا بكبشِِ وراءهُ معتقلِِ بقرنيهِ في الجدادِ. فعمد إبراهيم الى الكبشِ وأخذه وأصعده محرقة بدل ابنهِ. ..... (15) ونادى ملاكُ الرب إبراهيم ثانيةََ من السماء (16) وقال بنفسي إقسمتُ يقول الربُ بما أنكَ فعلتَ هذا الامر ولم تذخر ابنك وحيدك (17) لأُباركنك وأُكثرن نسلكَ كنجومِ السماء وكالرملِ الذي على شاطيء البحر ويرِثُ نسلُكَ باب أعدائهِ.

وكان الكبش الذي قدمهُ إبراهيم أول كبشِِ قُدِم على الصخرةِ الكبيرة في جبلِ الموريا وقد إختارَ اللهُ هذهِ الصخرة الكبيرة لتكون شاهداََ في المكان لتحديد منطقة بِناءِ الهيكلِ لاحقاََ وايضاََ لتحديدِ مكانه بعد أن لا يبقى في الهيكلِ حجر على حجر. وتلاحقت الاحداثُ وجاءَ زمانُ الملك داؤد وقام الملك بإحصاء بني إسرائيل فغَضِبَ الربُ عليهِ فأرسَل اليهِ:


أخبارألايام الاول(21 - 9): وإن الربَ كلمَ جاداََ رآءِي داؤد قائلاََ (10) إمضِ وخاطب داؤد وقل هكذا يقول الربُ إني عارضُُ عليك ثلاثاََ فإختر لِنَفسِكَ واحدةََ منها لأُنزِلها بكَ ...... (12) إما ثلاثَ سنين جوعاََ وإما ثلاثةَ أشهرِِ تهربُ فيها أمامَ أعدائكَ وسيفُ أعدائكَ يُدرِكُكَ وإما ثلاثةُ أيامِِ يكونُ فيها سيفُ الربِ والوباءُ في الارضِ وملاكُ الربِ يُدمِرُ في جميعِ تخومِ إسرائيل. فأنظر الان فيما أُجيبُ بِهِ مُرسِلي (13) فقال داؤد لجادِِ قد ضاقَ بي الامرُ جداََ دعني أقعُ في يدِ الربِ لان مراحمهُ كثيرةُُ جداََ ولا أقعُ في يدِ الناسِ (14) فبعثَ الربُ وباءََ في إسرائيل فسقطَ من إسرائيل سبعونَ الفَ رجلِِ (15) وبعثَ اللهُ ملاكاََ الى أورشليم ليُدمرها وإذ كان يُدمر نظر الربُ فندِمَ على الشرِ وقال للملاكِ المهلكِ كفى فَكُفَ ألآن يدكَ. فوقف ملاكُ الربِ عِندَ بيدر أرنان اليبوسي (16) ورفع داؤد طرفَهُ فرأى ملاكَ الربِ واقفاََ بين الارضِ والسماءِ وبيدهِ سيفهُ مسلولاََ ممدوداََ على أورشليم فخر داؤد والشيوخ المتردونَ بألمسوحِ على وجوهِهِم ...... (18) فَأمَرَ ملاكُ الربِ جاداََ أن يُبلِغَ داؤد أن يصعدَ ويُقيم مذبحاََ للربِ في بيدرِ أرنان اليبوسي (19) فصعِدَ داؤدُ بحَسَبِ قولِ جادِِ الذي تكلَمَ بهِ بِإسمِ الرب. ....... (22) فقال داؤدُ لأرنانَ أعطِني موضِعَ البيدرِ فأبني فيهِ مَذبَحاََ للربِ بثمَنِِ كاملِِ تُعطيهِ لي لِتَكُفَ الضربةُ عن الشعبِ.... (25) وأدى داؤدُ الى أرنان عنِ المكانِ زِنَةَ ستِ مئةِ مثقالِِ من الذهبِ (26) وإبتنى هناك مذبحاََ للربِ وأصعدَ مُحرقاتِِ وذبائح سلامةِِ ودعا الى الربِ فأجابَهُ بِنارِِ من السماءِ على مذبَحِ المُحرقَةِ.

أي إن الرب قد حَددَ المكان واختار الارضَ لِبِناءِ الهيكل. ولكن الله لم يسمح لداؤد أن يبني الهيكل لأن داؤد كان قد أراقَ دماءََ كثيرةََ. ولهذا قام الملكُ داؤد بتحضيرِ المواد اللازمةِ للبناءِ والذهبِ الضروري لإكمالِ مستلزماتِ الهيكل الأُخرى.فنرى في:

أخبار الايام الاول (22 - 2): وأمرَ داؤدُ أن يُجمعَ الأجانبُ الذين في أرضِ إسرائيل وأقامَ نحاتين لينحتوا حجارةََ مربعةََ لبناءِ بيتِ اللهِ (3) وجهزَ داؤدُ حديداََ كثيراََ للمساميرِ لمصاريعِ الأبوابِ والوُصَلِ ونحاساََ كثيراََ يفوتُ الوزنِ (4) وخشبَ أرزِِ لا يُحصى ... وجهزَ داؤدُ بكثرةِِ قبلَ وفاتِهِ

وفي أخبار الأيام الاول (28 -10): ..... إن الربَ قد إصطفاكَ لتبني بيتاََ للمقدسِ فتَشَدد وأعمل (11) ثُم أعطى داؤد سليمانَ إبنَهُ رسم الرواقِِ وبيوتِهِ وخزائنهِ وغُرفِهِ ومخادِعِهِ الداخليةِ وبيتِ الغطاءِ ........ (19) وقالَ جميعُ ذلكَ تَلَقَيتُهُ مكتوباََ بيدِ الربِ لأفهَمَ جميعَ أعمالِ الرسمِ وفي:

أخبار ألأيام الثاني (3 - 1): وشرعَ سُليمانُ في بِناءِ بيتِ الربِ في أُورشليم في جبلِ الموريا الذي كانَ قد أُريهُ داؤدُ أبوهُ في المكانِ الذي أعَدَهُ في بيدرِ أرنان اليبوسي (2) فشرعَ في البناءِ في اليومِ الثاني من الشهر الثاني في السنةِ الرابعةِ لِمُلكِهِ .

فلقد أكملَ سليمان البناء في السنة (957) ق.م. وحسبِ الرسم الذي طلبهُ الرب وفي المكان الذي حَدَدَهُ ملاكُ الربِ لداؤد والنبي إبراهيم من قَبلُ. ونرى إن البنائين والنحاتين والصناع والعمال كانوا من ألأجانب أي من ألأُمم من الذين عملوا في تحضيرِ موادِ البناء وحجارته في زمن الملك داؤد وأيضاََ لإتمامِ البناء في زمنِ سليمان ولكن بِإشرافِِ من اليهودِ, ولكن اليهود قاموا بِألعبادةِ في الهيكلِ عندما إكتَمَلَ البناء.

وبعد الملك سليمان وألإنقاسامات التي حصلت وفي أيام النبي أرميا الذي جاءَ ليُحّذِر بني إسرائيل من الهلاك القادم كان كلامُ الربِ اليهِ:

الميكابين الثاني (2 - 4): ........أن النبي بمُقتضى وحيِِ صارَ اليهِ أمَرَ أن يُذهبَ معهُ بالمسكن والتابوتِ حتى يصلَ الى الجَبَلِ الذي صعِدَ اليهِ موسى ورأى ميراثَ الله (5) ولما وصلَ أرميا وجَدَ كهفاََ فأدخَلَ اليهِ المسكن والتابوتَ ومذبحَ البخورِ ثُم سدَ البابَ (6) فاقبلَ بعضُ من كانوا معهُ ليسموا الطريقَ فلم يستطيعوا أن يجِدوهُ (7) فلما أُعلِمَ بذلكَ أرميا لامَهُم وقالَ إن هذا الموضعَ سيَبقى مجهولاََ الى أن يجمعَ اللهُ شمل الشعبِ ويرحمهُم (8) وحينئذِِ يُبرِزُ الربُ هذهِ الاشياءَ ويبدو مجدُ الربِ والغمامِ كما ظهرَ في أيامِ موسى وحينَ سألَ سليمانُ أن يُقَدِسَ الموضعُ تقديساََ بهياََ.

إن الربَ طلبَ من أرميا أن يذهب بالمسكنِ والتابوتِ ومذبحِ البخورِ ويُخبيْ الجميع في جبلِ نبو حيثُ صعد موسى ورأى ميراثَ اللهِ وكان ذلكَ قبلَ عام (604) ق.م. أي حتى لا تُؤخذ هذهِ الاشياء وتكونَ من ضمن الغنائم والكنوز التي أخرجها نبوكدنصرُ ملكُ بابلَ من بيت الرب حين أخَذَ يوياكين ملكُ يهوذا أسيراََ الى بابل في سنة (604) ق.م. كما في:

ملوك الثاني (24 - 12): فخرجَ يوياكينُ ملكُ يهوذا الى ملكِ بابلَ هو وأُمهُ وعبيدهُ ورؤَساؤُهُ وخصيانهُ فأخذَهُ ملكُ بابل في السنةِ الثامنةِ من مُلكهِ. (13) وأخرجَ من ثَمَ جميعَ كُنوزِ بيت الربِ وكنوز بيتِ الملكِ وكسرَ جميعَ آنيةِ الذهبِ التي عمِلها سُليمانُ ملك إسرائيل في هيكل الربِ.........

هذا ولقد تم حرق بيت الربِ في سنة (596) ق. م. كما في:

الملوك الثاني (25 - 8): وفي الشهر الخامس في اليوم السابع من الشهر في السنة التاسعة عشر للملك نبوكدنصر ملك بابل قدِمَ بنوزرادان رئيس الشرطِ عبدُ ملكِ بابل الى أُورشليم (9) وأحرقَ بيتَ الربِ وبيت الملكِ ......(أيام الملك صدقيا).

وفي ألاخبار الثاني (36 - 18): وجميع آنية بيت اللهِ الكبيرةِ والصغيرةِ وخزائن بيت الربِ وخزائن الملكِ ورؤسائِهِ أخذها ( نبوكدنصر) بأسرها الى بابل (19) وأحرقوا بيت الله وهدموا سورَ أُورشليم وأحرقوا جميع قصورها بألنارِ وأتلفوا كل نفيسِِ من آنيتها (20) والذين نجوا من السيف جلاهم (نبوكدنصر) الى بابل حيثُ صاروا عبيداََ لهُ ولبنيهِ حتى ملكت دولهُ فارسَ.

هذا ولقد أصدرَ الملك الفارسي سيروس الثاني الذي إستولى على بابل سنة (538) ق.م. أمراََ يسمح لليهود بالعودة الى أُورشليم لغرضِ بناء الهيكل من جديد وقد تَمَ إعادة بناء الهيكل على يد زربابل ويشوع بن يوصادق سنة (515) ق. م. ولقد تَم إعادة نفائس الهيكل من بابل ووضعت ثانية في الهيكل, وكان هذا هو الهيكل الثاني وقد سُمِيَ بهيكل زُربابل.

وتوالت الاحداث حتى جاء أنطكيوس إبيفانس وقام بتنجيس الهيكل بتقديم الذبائح الوثنية لزيوس على المذبح المُقدس سنة (168) ق.م. وأحَلَ الضيقة باليهود كما في:

المكابين الاول (1 - 22): فصعِدَ الى أُورشليم (أنطكيوسُ) بجيشِِ كثيفِِ (23) ودخل المقدسَ بتجبرِِ وأخذَ مذبحَ الذهبِ ومنارة النورِ مع جميعِ أدواتها ومائدة التنضيدِ والمساكبَ والجامات ومجامر الذهبِ والحجاب والاكاليلَ والحليةَ الذهبية التي كانت على وجهِ الهيكلِ وحطمها جميعاََ (24) وأخذَ الفضةَ والذهبَ والآنية النفيسة وأخَذَ ما وجِدَ من الكنوزِ المكنونةِ أخذَ الجميعَ وإنصَرَفَ الى أرضِهِ (25) وأكثَرَ من القتلِ وتكلَمَ بتَجَبرِِ عظيمِِ ( 26 ) فكانت مناحةُُ عظيمةُُ في أرضِ إسرائيل في كُلِ أرضِهِم (27) ......... ...... (30) وبعد سنتين من ألأيام أرسَلَ الملِكُ رئيسَ الجزيةِ الى مُدُنِ يهوذا فوفَدَ على أُورشليم في جيشِِ كثيفِِ (31) وخاطبهم خِطابَ سلامِِ مَكراََ فوثِقوا بهِ (32) ثُم هجَمَ على المدينةِ فجأةََ وضربها ضربةََ عظيمةََ وأهلكَ شعباََ كثيراََ من إسرائيل (33) وسَلَبَ غنائمَ المدينةِ وأحرقها بألنارِ وهدمَ بيوتَها وأسوارها من حولها (34) وسبوا النساءَ والاولادَ وإستولوا على المواشي ......... (39) فسفكوا الدم الزكي حول المقدسِ ونجسوا المقدِسَ (46) وأنفذَ الملكُ كُتباََ على أيدي رُسُلِِ الى أورشليم ومدن يهوذا أن يتبعوا سنن الاجانبِ في الارضِ (47) ويمتنعوا عنِ المُحرقاتِ والذبيحةِ والسكيبِ في المقدسِ (48) ويُدنسوا السبوتَ وألأعيادَ ... ... (57) وفي اليوم الخامس عشَرَ من كسلوَ في السنةِ المئةِ والخامسةِ والأربعينَ بنوا رجاسةِ الخرابِ على المذبحِ ..........(59) وما وجدوهُ من أسفارِ الشريعةِ مزَقُوهُ وأحرقوهُ بألنارِ (60) وكل من وجِدَ عندهُ سِفرُُ من العهد أو إتبعَ الشريعةِ فإنَهُ مقتولُُ بأمرِ الملكِ ......

وقام الميكابيين بالثورة وإنتصروا أخيراََ وقاموا بتدشين الهيكل من جديد. وفي سنة (63) ق.م. إستولى الرومان على أُورشليم وفي سنة (54) ق.م. قام كراسوس بنهبِ خزينة الهيكل.

ولقد قام هيرودس الكبير بترميم الهيكل من جديد وقامَ بتوسعتِهِ وإضافة أجزاء جديدة اليهِ ولقد إبتدأ سنة (20) ق.م. ولغاية سنة (26) م. أي لمدة (46) سنة, وهنا أتى يسوع وسالهُ تلاميذَهُ عن علامات النهاية كما في:

متى (24 - 1): ثُم خرج يسوع من الهيكل ومضى فتقدم تلاميذهُ ليُروهُ بناءَ الهيكل. (2) فأجاب وقال لهم إنظروا هذا كُلَهُ. الحقُ أقولُ لكُم إنَهُ لا يُتركُ ههنا حجرُُ على حجرِِ إلا يُنقض ........ (6) وستسمعون بحروبِِ وبأخبارِ حُروبِِ. أُنظروا لا تقلقوا فإنهُ لابدَ أن يكون هذا كلهُ ولكن لا يكون المنتهى إذ ذاك (7) ستقومُ أُمةُُ على أُمةِِ ومملكةُُ على مملكةِِ وتكونُ أَوبئةُُ ومجاعاتِِ وزلازلُُ في أماكِنَ شتى (8) وهذا كلهُ أول المخاضِ ... (11) ويقومُ كثيرونَ من الأنبياءِ الكذبةِ ويضلونَ كثيرينَ ( 12 ) ولكثرةِ الاثِمِ تَبردُ المحبةُ من الكثرينَ (13) ومن يصبر الى المنتهى يخلُص (14) وسَيُكُرزُ بإنجيلِ الملكوتِ هذا في جميعِ المسكونةِ شهادةََ لكلِ الاممِ وحينئِذِِ ياتي المُنتهى . (15) فمتى رأيتُم رجاسةِ الخرابِ التي قيلَ عنها بدانيالَ النبيِ قائمةََ في المكانِ المُقدسِ. ليفهَمِ القارىُْ (16) فحينئذِِ الذي في اليهوديةِ فليهرب الى الجبالِ (17) والذي على السطحِ فلا ينزِل لياخُذ شيئاََ من بيتِهِ (18) والذي في الحقلِ فلا يرجِع ليأخذ ثَوبَهُ (19) الويل للحبالى والمُرضعاتِ في تلكَ الايامِ (20) صلوا لئَلا يكونُ هربكُم في شِتاءِِ أو في سبتِِ (21) لأنهُ سيكونُ حينئذِِ ضيقُُ شديدُُ لم يكُن مثلهُ مُنذُ أولِ العالم الى الان ولن يكونَ (22) ولولا أن تلكَ الايامَ ستُقصرُ لما يخلصُ ذو جَسَدِِ لكن لأجلِ المختارين ستُقَصَرُ تلكَ الايامُ (23) حينئِذِِ إن قالَ لكُم أحدُُ إن المسيح ههنا أو هناكَ فلا تُصَدقوا (24) فسيقومُ مُسَحاءُُ كذبةُُ وأنبياءُُ كذبةُُ ويعطونَ علامات عظيمةََ وعجائِبَ حتى إِنَهُم يضلونَ المُختارينَ لو أمكنَ (25) هآنذا تَقَدَمتُ فقلتُ لكُم (26) فإن قالوا لكم ها إنهُ في البريةِ فلا تخرجوا أو ها إِنَهُ في المخادعِ فلا تُصدِقوا (27) مثلما أن البرقَ يخرجُ من المشارقِ ويظهَرُ الى المغاربِ كذلكَ يكونُ مجيْ إبنِ البشرِ........ (29) وعلى أثَرِ ضيقِ تلكَ الايامِ تظلمُ الشمسُ والقمرُ لا يُعطي ضوءَهُ والكواكبُ تَتَساقطُ من السماءِ وقواتُ السماءِ تَتَزعزعُ (30) حينئِذِِ تظهرُ علامةُ إبنِ البَشَرِ في السماءِ وتنوحُ حينئِذِِ جميعُ قبائلِ الارضِ ويرونَ إبنَ البشَرِ آتياََ على سحابِِ السماءِ بقوةِِ وجلالِِ عظيمينِ (31) ويرسِلُ ملائكتِهِ بِبوقِِ وصوتِِ عظيمِِ فيجمعونَ مُختاريهِ من الرياحِ الاربعِ من أقاصي السماواتِ الى أقاصيها....... .

والآن نسأل ماذا ذُكِرَ بدانيال النبي عن رجاسةِ الخرابِ لنفهَمُ ؟

دانيال(9 - 24): إن سبعينَ أُسبوعاََ حُدِدَت على شعبِكَ وعلى مدينةِ قُدسِكَ لإفناءِ المعصيةِ وإزالةِ الخطيئةِ وتكفيرِ الإثمِ وألإتيانِ بألبرِ الابدي وإختِتَامِ الرؤيا والنبؤةِ ومَسحِ قُدوسِ القدوسينَ (25) فأعلم وافهَم. إنهُ من صدورِ الامرِ بإعادةِ بِناءِ أُورشليم الى المسيحِ الرئيسِ سبعةُ أسابيعَ وإثنانِ وستونَ إسبوعاََ فتعودُ تُبنى السوقُ والسورُ في ضيقِ الاوقاتِ (26) وبعد الاسابيعِ الاثنين والستينَ يُقتَلُ المسيحُ والشعبُ الذي يُنكِرَهُ لا يكونُ لهُ وشَعبُُ رئيسُُ آتِِ يُدَمِرُ المدينةَ والقدسَ وكما بألطوفانِ يكونُ إنقضاؤُها والى إنقضاءِ القتالِ يكونُ التخريبُ المقضيُ (27) وفي إسبوعِِ واحدِِِ يَبُتُ لكثيرينَ عهداََ ثابتاََ وفي نصفِ الاسبوعِ يُبطِلُ الذبيحةِ والتقدمةِ وفي جِناحِ الهيكلِ تَقومُ رجاسةِ الخرابِ والى الفناءِ المقضيِ ينصبُ غَضَبُ الله على الخرابِ.

هذا وبعد قتلِ المسيح وصلبهِ نكرهُ اليهودُ ولم يصبحوا شعباََ لهُ, ثُم أتى شعبُُ رئيسُُ وهُم الرومان سنة (70) م. بأمرةِ القائد تيطس ودمروا المدينةَ والقدسَ وخُرِبَ الهيكل وهُدمَ وبقي منهُ جدارُُ هنا وزاوية هناك. ونهبَ الرومانُ الهيكلَ وأخذوا المنارةَ الذهبية ومائدةَ التقدمةِ واللتين ظهرتا في استعراضِ النصر الذي اقامَهُ تيطس بمناسبةِ إنتصارهِ ولا زالت صورتيهما منقوشةََ على حائطِ بوابةِ النصرِ في روما القديمةِ .

وفي هذهِ المرحلةِ لم يكمل كلامُ المسيح بعد بأن لا يبقى حجرُُ على حجرِِِِِ في الهيكل إلا يُنقض فلقد بقي الكثير من الحجارةِ على بعضها فيما تبقى من الجدرانِ وأساساتِ الهيكلِ ولكي يَكمُل كلام المسيح بالكمالِ والتمامِ نسيرُ مع التاريخِ ونسمع ونرى:

إن امبراطور روما يوليانس فلافيوس كلوديوس والذي كان مسيحياََ ثُم إرتَدَ عن الدين المسيحي أراد أن يُثبِتَ إن كلام المسيح بخصوصِ الهيكلِ خطأُُ ولإثباتِ ذلك أصدرَ أمراََ بإعادةِ بِناءِ الهيكلِ وكان ذلك سنة (361) م. فإستدعى اليهود ليُعيدوا بناء الهيكلِ من جديدِِ وأعطاهم المال اللازم والمواد اللازمة للبناءِ, ولكنهم عندما أرادوا البناء وجدوا إن الحوائطَ بالية بسبَبِ الحرقِ ومرور الزمنِ فعمدوا إلى إزالةِ ما تبقى من حوائطِ الهيكلِ وهنا وجدوا إن الاساسات قد بليت وأصابها التلفُ فهدموها هي الأُخرى ولما لم يبقى حجرُُ على حجرِِ حتى في أساساتِ الهيكلِ كما قال السيد المسيح إبتدأوا بالبناءِ ولكن نيران هائلة خرجت من الارضِ وصُلبان حُمر ظهرت على ملابس العمال فخاف اليهودُ وإضطر الملكُ أن يترك البنيانَ بعد أن أتَم كلام المسيح بالكامل وقلع آخر حجرِِ في هيكلِ زربابلِ ومات سنة (363) م. هذا وتقول المصادر الاسلامية ودائرة المعارف البريطانية إن الحرائق الهائلة التي حصلت في الاخشاب التي تم تجهيزها لغرضِ البناء هي التي دفعت اليهود للإعتقادِ بأنها ضربةُُ ربانية فخافوا وتركوا البناءَ وما يهمنا من الامرِ هنا هو إنهُ لم يبقى حجرُُ على حجرِِ في هيكلِ زربابل إلا ونُقِضَ إتماماََ لكلامِ المسيح بالتمامِ والكمالِ, هذا وقد أصبح المكان بعد ذلك مكانُُ لرمي الزبالةِ والاوساخِ وكما قالَ السيد المسيح بالضبطِ " ها إن بيتكُم يُتركُ لكُم خراباََ ":

متى(23 -37): يا أُورشليم يا أُورشليم يا قاتلةِ الانبياءِ وراجمةِ المُرسلينَ إليها , كم من مرةِِ أردتُ أن أجمعَ بنيكِ كما تجمعُ الدجاجةُ فِراخها تحت جِناحيها فلم تُريدوا (38) هوذا بيتكُم يُتركُ لكم خَراباََ. (39) فإني أقولُ لكم إنكُم من الان لا ترونني حتى تقولوا مُبارَكُُ الآتي بإسمِ الربِ .

فهنا نسأل, " أن كان الهيكل قد خُرِب ولم يبقى فيهِ حجرُُ على حجرِِ فأين ستقوم رجاسةُ الخرابِ التي قيلَ عنها بدانيال النبي؟ " وما هي رجاسة الخرابِ هذهِ؟

ولكي نفهم الموضوع كما قال السيد المسيح نذهب:

اولاََ الى التاريخ فنرى إن الدولة الاسلامية فتحت وإستولت على أُورشليم أيام عمر بن الخطاب وكان ذلك سنة (638) م. وكان أن إمتنعَ عمر بن الخطاب من الصلاةِ في كنيسةِ القيامةِ خوفاََ أن يجعلها أتباعهُ لاحقاََ جامعاََ أو مَعلَماََ إسلامياََ فيُخرِبوها وينقِضوا العهد العُمري الذي قطعَهُ هو بِنَفسِهِ لأهلِ الكتابِ من المسيحيين, فقام بالصلاةِ في الخارجِ وبالتحديدِ فوق الصخرةِ والتي كانت الشيْ الوحيد الذي تبقى كعلامة لمكان الهيكل, وهنا أقام معاوية لاحقاََ جامعاََ ليحُجَ اليهِ المسلمون من دولتِهِ بدلَ ذهابهِم الى مكة حيثُ كان أهل البيت هناك يُؤجِجونهم عليهِ حيثُ كان قد إغتَصَبَ الخلافةِ منهم, ثُم قامَ الخليفة عبد الملك بن مروان لاحقاََ ببناءِ جامع قُبَةِ الصخرةِ فوق الصخرة عندما أرادَ أن يبني جامعاََ لم يكن قد بُني مثلهُ من قبلُ, فبعثَ وطلبَ من ملكِ القسطنطينيةِ أن يبعثَ لهُ بالعمالِ والصُناعِِ والمهندسين لغرضِ بناء الجامعِ, وهَدَدَهُ في حالةِ رفضِهِ أن يقوم بتخريبِ وإزالةِ كل الكنائس والمعالم المسيحيةِ في أُورشليم, فلبت القسطنطينية أمر الخليفة وأقام الخليفة إثنين من طرفِهِ لغَرضِ ألإشرافِ على سير العمل وأنفقَ خِراج مصر لعِدةِ سنين لغرضِ البناءِ. وقد أُكمِلَ بناء جامِعُ قبةِ الصخرةِ في سنة (691) م. وأحاطَ بالصخرة التي كانت في جِناحِ هيكلِ زربابل وفي المكان الذي سبق وعينه اللهُ لإبراهيمَ وداؤدَ.

هذا وقدإستمرَ الحكم الاسلامي على القدس الشرقية لغاية الشهر السادس لسنة (1967) م. حيثُ عادَ اليهودُ الى المدينة وحكموها وإنتهت بذلك أزمنةُ الأُمَمِ التي تكلم عنها السيد المسيح .


ولقد كان الهيكل هو مكان للعبادة ولِتقديم ذبائح المحرقة والخطيئة التي تُقدم من أجل مغفرة الخطايا والتي من دون إراقةِ دمها لا تُغفَر الخطايا حسب نصوص الشريعة التي أُبلِغَت الى موسى على جبلِ سيناءِ, ولما كانَ الدين الاسلامي قد أنكرَ وحذفَ هذهِ الذبائح وما تَرمِزُ اليهِ أي تقديم المسيح كذبيحة على الصليب لفداءِ ومغفرة خطايا البشر وقال إن المسيح لم يُصلب وإنما شُبِهَ لهُم بذلك حيثُ إن الله جعلَ من يهوذا الذي خانَ المسيح وسَلَمَهُ شَبيهاََ بالمسيح وهو الذي قام اليهود بصَلبِهِ بدل المسيح جزاءََ لهُ على فعلَتِهِ, وكأن الله كان يُريدُ أن يضحَكَ على عقول البشر ويوهِمَهُم بشيء لم يحدث ليؤمنوا بهِ بالرغم من أن ذلكَ حصَلَ أمام عيونهم فعلاََ وكأن الله نفسهُ هو الذي دبر الخديعة لينتقِم منهم جميعاََ, وبدلَ الخلاص بِفِداءِ المسيح أو بالذبائح التي تزمِزُ الى صلبهِ أَعطَى ألإسلامُ الناس ميزاناََ ليكيلوا بهِ حَسَناتِهِم وسيئاتِهِم فمَن كَثُرت موازين حسناتِهِ وقَلت موازين سيئاتِهِ يخلُص ويفوزُ بالجنةِ وكانَ هذا هو الردةُ على الشريعةِ كُلِها,  فلو كان ذلِكَ صحيحاََ لما أُهبطَ آدم ورُميَ خارج الجنةِ مع حواءِ زوجَتِهِ لخطاِِْ واحدِِ إرتكبوهُ مع العلم بأن موازين أعمالهِم الصالحة في طاعةِ الرب في الفردوسِ كانت أكثر بكثير

وبهذا الحذف الذي جاءِ بهِ الاسلامُ حُرِمَ البشر من الخلاص المجاني الذي يُقَدِمَهُ فداء المسيح وصلبِهِ كفارةََ عنهُم وأصبحوا مُطالبين بالعمل بناموس الوصايا حيثُ إن عملاََ سيئاََ واحداََ يُزيل حسناتِ عُمرِِ بأكملهِ ولن يكن بإستطاعة احد أن يرى وجه الله القدوس أبداََ, حيثُ لا يمكن أن تجتمِعَ القداسةِ مع النجاسةِ أبداََ فخطيئة واحدة فقط أهبطت آدم وزوجه من الجنةِ.

وهنا عَمِد الاسلامُ الى إتهامِ اليهود والمسيحيين بتحريفِ التوراة والإنجيل مُتناسياََ إن ما حذفهُ هو أساسُ الخلاص والدين كله. وهذهِ هي الردة على الشريعة وخطَة الخلاصِ كُلها.

ونذهب الى رؤيا دانيال ثانيةََ لنرى ماذا سوف يحصلُ في الحاضرِ والمستقبلِ:

دانيال(7 - 19): فرغبتُ في الاطلاعِ على حقيقةِ الحيوانِ الرابعِ الذي كانَ مُخالفاََ لسائرها وهائلاََ جداََ الذي أسنانهُ من حديدِِ وأضفارهُ من نحاسِِ وقد أكلَ وسحقَ وداسَ الباقي برجليهِ (20) وعلى القرون العشرةِ التي في رأسهِ وعلى الآخرِ الذي طلعَ فسقطت من أمامِهِ ثلاثةُُ ذلك القرنِ الذي لهُ عيونُُ وفمُُ ينطِقُ بعظائمَ ومنظرهُ أعظمُ من أصحابهِ (21) وقد رأيتُ فإذا بهذا القرنِ يُحاربُ القديسينَ فغلبهم (22) حتى جاءَ القديم الايامِ فأُوتي قديسوا العلي القضاءَ وبلغَ الزمانُ وحازَ القديسون المُلكَ (23) فقال هكذا إن الحيوان الرابع يكون المملكةَ الرابعةَ على الارضِ فتكونُ مُخالفةََ لسائرِ الممالكِ فتأكل الارضَ كُلِها وتدوسها وتسحقها (24) والقرون العشرةَ التي من هذهِ المملكةِ هي عشرةُ ملوكِِ يقومون ويقومُ بعدهم آخرُُ وهذا يُخالِفُ الاولينَ ويُخضِعُ ثلاثةِ ملوكِِ (25) وينطِقُ بأقوالِِ ضدَ العليِ ويبتلي قديسي العليِ ويُخالُ أنهُ يُغيرُ الازمنةَ والشريعةَ وسيدفعونَ الى يدهِ الى زمانِِ وزمانينِ ونصفِ زمانِِ (26) ثُم يجلسُ أهلُ القضاءِ فيُزالُ سُلطانُهُ ويُدمَرُ ويُبادُ على الدوامِ.

وايضاََ نقرأ في:

الرؤيا(13 - 11): ورأيتُ وحشا آخر طالعا من الارض له قرنان:كالحمل وكان يتكلم كالتنين (12) ويستعمل كل سلطان الوحش الاول أمامه ويجعل الارض وسكانها يسجدون للوحش الاول الذي برئ جرحه المميت. (13) ويصنع عجائب عظيمة حتى إنه يُنزل ناراََ من السماء على الارض على مرآى الناس. (14) ويضل سكان الارض بالعجائب التي أُوتي أن يعملها أمام الوحش آمراََ سكان الارض أن يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش. (15) وأُوتي أن يجعل في صورة الوحش روحاََ حتى تتكلم صورة الوحش وتأمر بقتل كل من لا يسجد لصورة الوحش. (16) وجعل الجميع الصغار والكبار. الاغنياء والفقراء , الاحرار والعبيد يتسمون بسمة في أيديهم اليمنى أو في جباههم. (17) ولا يستطع أحد منهم أن يشتري أو يبيع الا من كانت عليه السمة أو إسم الوحش أو عدد اسمه. (18) هنا الحكمة, من كان ذا فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان وعدده ست مئة وستة وستون.

فمن هو؟ من هذا الذي يستطع أن يعمل العجائب ويتكلم كالتنين أي كابليس؟

فنسأل القديس بولس من هو؟ فيقول في:

2 تسالونيكي (2 - 3): لا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا ويظهر إنسان الخطيئة إبن الهلاك (4) المعاند المترفع فوق كل ما يُدعى الهاََ أو معبوداََ حتى أنهُ يجلس في هيكل الله ويري من نفسه إنه هو الله . (7) فإن سر الاثم آخِذُُ في العمل غير إن العائق يعوق الان الى أن يرفع من الوسط (8) حينئذِِ يظهر الذي لا شريعة له فيهلكه الرب يسوع بنفس فمه ويبطله بسني مجيئه (9) ويكون مجيئه بعمل الشيطان بكُلِ قوة وبالعلامات والعجائب الكاذبة (10) وبكل خدعة ظلم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق ليخلصوا.

هل بقي من شك من هو؟ إنه المسيح الكذاب الخارج من القرن الصغير, كما رأينا سابقاََ ويكون في اورشليم عند قتل الشاهدين للشهادة للبشرِ أن النهايةَ قادمةُُ.

ويقول ويجلس في هيكل الله ويُرِي من نفسه إنه هو الله. وهذا معناه إنه كالحمل ويتكلم كالتنين. اي يدعي إنه هو المسيح الحي ولكنه إبليس , ويكون هذا الادعاء في هيكل الله. (اي رجاسة الخراب في المكان وفي جوهر الايمان). ولو لم تُقَصَرَ الايام الى ثلاثة سنوات ونصف فقط لما خَلُصَ أحد.

فعلى يده تأتي الضيقة العظيمة التي تكلم عنها الانبياء والوحي. وهنا يسقط الشهداء الواحد تلو الاخر. فألضيقة تأتي على الذين في الداخل أي ربع الارض التي يتسلط عليها المسيح الكذاب, والحرب والضيقة على الذين في الخارج, ولكثرة الاثم تبرد محبة كثيرين ويخال إنه الحق نفسه, ويُخال أنه يُغير الازمنة والشريعة,  وبعجائبه يحاول أن يضل حتى المختارين, لو أمكن.

واليهود الذين ينتظرون المسيح الى الان, ولم يؤمنوا بإبن الله الذي جاء. لأنه كان وديعاََ ومتواضعاََ راكباََ على جحش, لا يطفيْ كتانا مدخناََ. فسيتهافتون على هذا المسيح الجديد القوي الذي من خلاله ومعه سيحكمون العالم ولكن هذا الحلم سرعان ما سيتلاشى ويتبخر عندما يراقبون أعماله, ويعرفوا ما ضمرَهُ لهم. فيبتعدوا عنه, وهنا تأتي الشرارة التي تُشعِل العِداء القديم بينهم وبين الاسلام وتوقده من جديد فيعود ذلك عليهم بألعاقبة الوخيمة, فيصبحون الهدف الاول للقتلِ والسلبِ والنهبِ, وهنا يأتون ويسجدون في كنيسة الله فيلادلفية, كنيسة ألمحبة الاخوية, والتي تشهد أيام الضيقة العظيمة وتعاصِرَها.

وهنا نود أن نقول كلمة حَق: لقد جاء المسيح الحي إبن الله, فقبِلَ أن تكون الضيقة من نصيبه هو بدل عنا, فتحملها على الصليب. وأما هذا المسيح التنين أي المسيح الكذاب, فيُحِلَ الضيقة على الجميع ويتعالى ويترفع هو.

والان نبحث عن معنى حكاية الهيكل كلها:
فلقد طلب الله من إبراهيم أن يُقَدِمَ إسحق كذبيحة على جبلِ موريا الذي إختارهُ هو, وأيضاَََ نرى إن الله سبحانه كان يُريد أن يفهِم إبراهيم والبشرية بانه هو سوف يقدِمَ ابنه المسيح ذبيحة ولهذا إستبدلَ إسحق بالكبشِ الذي كان رمزاََ للمسيح. وحيثُ أن المسيح حملَ صليبه على ظهرهِ وسار به الى الفداء. كذلكَ هنا وضع إبراهيم حطب المحرقة على ظهر إسحق رمزاََ بصليب المسيح الفادي. وفي نفسِ المكان الذي قدمَ فيهِ إبراهيم الكبش بدل إبنَهُ والذي أصبحَ لاحقاََ بيدراََ لأرنان اليبوسي والذي إشتَراهُ الملك داؤد منهُ وبُنِي الهيكل فيه, والذي منهُ إبتدأ خروج المسيح لإتمام الفداء فحملَ صليبه وأكملَ فِداء البشر في الجُلجثةِ.

ونرى إن البنائين والنحاتين والصناع والعمال الذين قاموا ببِناءِ الهيكل كانوا من ألأجانب أي من ألأُمم من الذين عَمِلوا في تحضيرِ موادِ البناء وحجارة الهيكل في زمن الملك داؤد وأيضاََ لإتمامِ البناء في زمنِ الملك سليمان ولكن بِإشرافِِ من اليهودِ , واليهود قاموا بِألعبادةِ في الهيكلِ عندما إكتَمَلَ البناء .

وهكذا هو الحال أيضاََ وقت بِناءِ كنيسَةِ المسيح, فقد إبتدأ هو نفسه بوضعِ ألأساس وخطةِ العمل والفداء لبِناءِ هيكَلِِ سماوي في أُورشليم السماوية, ثُم قال إذهبوا وبَشِروا كُل الناس بِإنجيلِ الخلاصِ هذا شهادة لِكل ألاممِ ومن ثم يأتي المنتهى.

وهذا ما حدثَ فعلاََ فقد بُنِيَت كنيسة الله على الأرضِ بِأغلبيةِِ من الأُمَمِ وبِإشرافِِ من قِبل قِلَةِِ من التلاميذ اليهود, وبعدما يكتمل البِناء سوف يؤدي اليهود شعائر العبادة في كنيسةِ الله على الأرضِ وتحديداََ في كنيسة الله فيلادلفيا.

ونرى ان الربُ لم يطلب أن يُذهَبَ بألمنارةِ ومائدةِ التقدمةِ مع أرميا لتوضع في جبل نبو مع المسكن والتابوتِ, لانهما مثلتا كنائس الله السبعة والمائدة التي تُقَدَمُ فيهم, والتي تبقى معَ الأُممِ مدى الاجيالِ لحين إكتِمال زمان كنائس الله السبعةِ التي تُبَشِر بِبشارةَ الإنجيل لتجمَعُ المؤمنين ليكونوا حجارةََ حيةََ في الهيكل الذي يُبنى في أُورشليم السماوية, والذي يكتَمِل بنائهُ آخر الزمانِ عندها تاتي النهايةُ.

وكما توالت الاحداثُ وقامت رجاسة الخرابِ على مذبَحِ هيكلِ زربابل عندما جاء أنطكيوس إبيفانس وقام بتنجيس الهيكل بتقديم الذبائح الوثنية لزيوس على المذبح المُقدس سنة (168) ق.م. وأحَلَ الضيقة باليهود, هنا أيضاََ تقوم رجاسةُ الخرابِ عندما يقوم المسيح الكذاب في هيكل الله مدعياََ انهُ الحمل أي المسيح الحقيقي ويقوم المسيح الكذاب بإضطهاد اليهود والمسيحيين مُدعياََ بأنهُ ليس إبن الله, وإنَهُ إبن مريم , ولم يُصلب أبداََ, وينكر الفداء كما فعل الإسلامُ من قبل, فيأمُرَ بقتلِ كلِ من يؤمن بالمسيح الحقيقي وفدائِهِ, وكل مَن لديهِ نسخة من الانجيل أو التوراة يُقتل مدعياََ بأنها مُزورة, ويتهِم المسيحيين بألشرك ويُحِل الضيقة باليهودِ والمسيحيين ويمنعهم عن البيع أو الشراءِ إلا إذا حملوا علامتِهِ على جباهِهِم أو أيديهم ويستمر على هذهِ الحال لمدةِ زمان وزمانين ونصفُ زمان, أي ثلاثة سنوات ونصف, الى أن يأتي المسيح الحي الحقيقي في مجدهِ على السحابِ ويكون مجيئهُ في كَبَدِ السماءِ كالشمسِ التي تظهرُ من المشارقِ وتذهب الى المغاربِ ليراهُ كل البشرِ وتكون علامةُ صلبهِ معهُ رداََ حاسماََ على من قالوا شُبِهَ بصَلبِهِ.

وفي الرؤيا (3 - 12): من غلب فإني أجعله عموداََ في هيكل الاهي فلا يعود يخرج وأكتب عليه أسم مدينة الاهي اورشليم السماوية الجديدة النازلة من السماء من عند الاهي وإسمي الجديد (13) من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.

وفي كورنتس الاولى (3 - 16): أما تعلمونَ أنكُم هيكَلُ اللهِ وأن روحَ اللهِ مُستَقِرُُ فيكُم (17) من يُفسِد هيكلَ اللهِ يُفسِدهُ اللهُ لأنَ هيكلَ اللهِ مُقَدَسُُ وهو أنتُم.

وفي : بطرس الاولى (2 - 5): وكونوا أنتُم أيضاََ مبنيين كالحجارةِ الحيةِ بيتاََ روحياََ وكهنوتاََ مُقَدساََ لإصعادِ ذَبائحَ روحية مقبولةََ لدى الله بيسوع المسيحِ. ......... (9) وأما أنتُم فجيلُُ مُختارُُ وكهنوت ملوكي وأُمة مُقَدسَةُُ وشَعبُُ مُقتَنَى لِتُخبِروا بفضائلَ الذي دعاكُم من الظلمةِ الى نُورهِ العجيبِ .

وههنا لن يكن من حاجةِِ لبناءِ هيكلِِ من حجارة ثانيةََ, حيثُ يكتمِلُ بناءُ هيكل الله الحي والذي يُبنى من حجارةِِ حية وأعمِدةِِ حية هي المؤمنين الذين آمنوا بفداءِ المسيح وشملَهُم سلامه. ويهتُفَ الجميع مُبأركُُ الآتي بإسم الربِ.

وكما في : أشعيا (35 - 10): والذين فداهم الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنيم ويكون على روؤسهم فرح أبدي ويتبعهم السرور والفرح وتنهزم عنهم الحسرة والتأوه.

نعم إن الذين فداهم الرب هم شعب الله المختار الحقيقي الذين يأتون الى صهيون. أي الى أورشَليم السَماوية . ولن يدخلها إلا المخلَصُون الذين فداهم الرب. بلا حرب ولا قنابل ولا طائرات بل بألسلام , ومنَ ابوابها الاثنا عشر.

عبد الاحد داؤد
9 / 9 /1999



"إرجع إلى ألبداية"